حين تأتي اقرأها من البداية ،، فلن تفهم أبداً ما بين الأحرف ،، قد تعيش اللحظة ،، لكن لن تعيش اللحظات ،،

عني !


سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ

أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلةْ ..

إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ ،،

فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ!*


*أحمد مطر ..


وكذا جنوني،،
حين ترحل عن غصوني
فى الدجى أوراقها..
فتهب عاصفة الشقاء..
من لي بأحداق الرحيق إذا التقت
أنفاسها،،
في سندس الزمن المضاء..

~معتز عمر بخيت



المتابعون

MISS JNON. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

النداء الأخير وقبل الأخير وبعد الأخير


لم أفكر بعدها أبداً .. بعد أن تركت لي ذكرياتك ولحظاتك ، لم أتنفس بعدها أبداً .. ،فمازلت أعيش بتلك الثواني التي رافقت رحيلك ..
يا ذكرياتَكَ المجنونة .. يا لحظاتك التي سكنت مخيلتي ولم تأبى بأن تتركها ، يا بعضاً من حنين لا زلت أُحسُ به ..أشعر به ..
متى يكف الحنين ؟
تشوهت  ملامحك بعد أن كساها رماد الفراق .. تشوهت صورك بتلك الرياح الباردة ..
أين أنت ؟!
قل لي ألن تعود ؟!
ألن تترفق بما تبقى من كسرات قلبي
قل لي ألن تعود ؟!
قل لي بأن الحكاية لم تنتهي .. قل لي بأن الطريق مازال مزهواً بنا ، قل بأن اللحظات التي كسرتني لم تكن ،لم تكن شيئاً ، لم تكن !
مازلت أرى الحلم القديم الذي لم يتركني منذ أن رحلت ..
مازلت أردد نفس النداء .. ، مازلت أعجز عن فهم ما حصل !
فأنا لم أفكر بعدها ..
مازلت أفتقد أنفاسي الأخيرة التي هاجرت معك ..
مازلت أتمنى ذات الذكريات ..
أريد أن أعيش نفس اللحظات ..

مازلت و مازلت أردد نفس النداء !

 
الأربعاء، 27 يوليو 2011

عتاب مجنون



بين أحضان الوسادة لطالما خبأت وجهي ، بين تلك الثنايا الناعمة لطالما غرقت دموعي .. ، لا أعلم و لا أدري أ كلماتك كنت تقصدها ؟ ، أ كانت متعمدة كي أتذكرها للأبد ؟ ، ربما لست تشعر بحبي الدفين ، ربما لست تعي لهذه اللحظة أن أكواني تتحطم ، تتبخر في هذا الفضاء السحيق .. ، أنا لم أحبك ليوم و لم أحبك لساعة و لم و لن أحبك للحظة ، أنا سأحبك للأبد .. ، فتذكرني و اشعر بي أرجوك ..


أتذكر بيوم ما في إحدى المرات الي تعاتبنا فيها ، أتذكر أني انتظرت همسة منك ، كلمة منك ، عتاب منك .. ! ، انتظرتك لساعات و لمئات الدقائق و ألاف الثواني .. ، لكني عدت خائبة الأمل ..

أتذكر أنك بلحظة وجدتني فرحة جداً و بعدها أخبرتك بأني لا أفرح أبداً ! ، فكشفت عن جنوني  أمامك .. ، و لأول مرة أنت صدقته ..

أتذكر أني لم أتحمل منك يوماً لا كلمة صغيرة و لا كبيرة .. ، حتى  حين كنت تختبر بها حبي ، ألا تدري كم كانت تؤلمني كلماتك  ..

قلت لك ذات مرة ( ماذا ؟ )
فأجبتني " أ لستي مجنونة ؟ "
فسكت برهة
ثم قلت ( بلى)
لكن ألا تدري ماذا كنت أعني ؟
لن أقول ..
لن أقول ..



الثلاثاء، 21 يونيو 2011

حين التقينا



بعيداً عن واقعي الذي أصبحت فيه لا أميز بين الخيال والحقيقة ، بعيداً عن قلق استوطن كل معالم قلبي وملامح وجهي ..
 تركت جسدي بإحدى المقاهي التي اعتدت الجلوس فيها معه ، تركت جسدي و ذهبت أنا إلى الماضي ..
،،

يوم التقينا .. ما زلت أذكر هذا اليوم بكل تفاصيله و بكل لحظاته .. ، مازلت أذكره يوم انتشلني من الحزن ولم أكن أدري أنه سيهديني حزناً أكبر!
 ذات يوم  كنت جالسة بإحدى أركان المقهى منزوية على نفسي ، عيناي تكاد تذرف الدمع على وحدة آلت إليها أيامي ..
حينها وجدني ، أتى إلي و قال ..

" عذراً آنستي و لكن هل أعرفك ؟ "

رفعت وجهي لأنظر له ، ومع رهبة تملكتني أجبت ..

" لا أعتقد "

" لكن ملامحك مألوفة جداً؟
عذراً على الإزعاج "

" لا عليك"

ذهب وجلس على طاولة قريبة ، وعينانا القريبتين أيضاً اللتقتا حينها مراراً تكراراً ، أحسست وقتها بشعور غريب، وكأن جلوسه هناك كان كفيلاً  بقتل الوحدة التي شعرت بها ..
فقد كان كوب القهوة الذي يرتشفه ، يلقي التحية على كوبي ..
ويداه أيضاً !
لكن ما لبثت مشاعر الحزن تقترب مني، وعيناني استسلمت لمجرى الدموع ..
تمنيت حينها لو كنت تلك الطفلة التي جلست بحجر والدها
أو تلك الفتاة التي تصغي لحديث صديقتها
تمنيت لو كنت أعرفه ذاك الذي يحمل كوب قهوة!
،،

سأقول بأني  بكيت لكن في الحقيقة  أجهشت بالبكاء، خبأت وجهي بالطاولة عن أعين المارة ..
لكن جسدي المنحني على أطراف الطاولة، والمنتفض مرة بعد مرة كان كفيلاً لذلك الشخص القريب أن يلاحظه

لا أدري متى نهض فأنا لم أشعر إلا بيداه  التي ربتت على كتفي
حتى قوله

  " أتبكين"
" أ تسمحين لي بالجلوس؟ "
ولم تكن إجاباتي سوى دمعات !
لا أدري كيف بهذه اللحظة دخل حياتي ..
كيف جلس لأول مرة
وربما أحببته لأول مرة
لماذا شعرت براحة كبيرة بوجوده ؟

" يا آنسة هل أعرفك؟"
الاثنين، 2 مايو 2011

شتاء انتهى و دمع أبى



انتهى الشتاء الأول بعد رحيله ، و ذهبت لحظات  .. ، مثل تلك التي كنت أتجمد فيها تحت أغصان شجرة معراة ، ألتمس منها الدفء ، و ذكريات سرقتني و ضحكتي  من تحت المطر ، و لا زلت أذكر كل قطرة سقطت من السماء تشجو بحزني ، كل دمعة نثرت على جفناي ، تختم على سطحيهما اشتداد الوجع ، ذهب الشتاء و رحل ، و لا زلت أذكر كل هذا و ذاك ..

،،

في مكان ما وجدت نفسي فيه محاطة بالزهور ، و الشمس ترسل لي شيئاً من دفئها .. ، الشتاء ململماً أشياءه و الربيع حاملاً حقائبه ، كانت نسمات الرياح الخفيفة تضج بما حولي ، الكون هادئ مسترسل بلحظات استرخاء ، بعد شتات و عواصف هوجاء .. ، هناك أغمضت عيناي ، و غصت في سكينة عميقة ، تركت المكان و رحلت إلى عالم التفكير ..

" ألست أذكركِ بالشمس ؟ "
(نعم و لكن ليس الشمس وحدها !)
" لنترك الأشياء الأخرى و لننظر إلى الشمس "
(و ماذا عنها ؟)
" أنتِ أخبريني ؟ "

وجدت الشمس بعد تلك الكلمة تتسلل لداخلي ، تتملك بأشعتها كل شيء هناك ، تستولي على العقل و القلب و الروح و مجرى الدم ، تتملك البصر ! ، فنطقتُ ..

( إنها النور .. )
" أتقولين إذاً أني نورك ؟ "
( كمثل معنى اسمك)
" لأنه مثل معنى اسمي فقط  ؟ "
( ربما .. )
" ألا تفهمين أنكِ تقتليني بأجوبتك الغامضة ، لم أجد منكِ يوماً جواباً يريحني .. "
( أنا هكذا  .. )
" لكنكِ تغيظيني ؟! "
( لماذا تشكو و أنت أحببتني كما أنا ؟ )
" أحببتك لكن كل شيء بات يؤلمني ، لم أعد قادر على فهمك .. "
( و هل حبي أيضاً لم تفهمه ؟ ، لقد كنت هكذا دوماً ، هذه طبيعتي ، لماذا أنت مصر على عدم فهمي ! )


 لماذا ما زلت تأتيني في الحلم ، في التفكير ، و في اليقظة ، لماذا ما زال قلبي يتحطم  ، و ما زلت أراك ترحل ثانية و ثالثة و رابعة و خامسة  ، تذهب و تتركني و للآن تركتني ألف مرة ؟ ، لماذا أعيش اللحظات أعيش الأحداث مرة تلو الأخرى ؟ ، انتظرك و لم أتقبل فكرة ذهابك ، انتظرك و لم أفهم سبب رحيلك ..

" أنتي لم تحبيني ، أنتي ... "

و رحلت و لم تكملها ، و لا زلت أحاول إكمالها ، أحاول فك شفرة نقاطك ، إذا لم أكن أحبك ماذا أكون ، أ أكرهك ؟ ، ما زالت الأسئلة و التساؤلات تدور بي ..

حينها حط عصفور حط على كتفي ، تيقظت و عدت إلى عالمي .. ، و فطنت لحقيقة لأول مرة أفهمها ! ، مددت يدي لأحمل ذلك الطائر ، لكنه كان أسرع مني و رفرف بجناحيه بعيداً ، أردتُ أن أشكره ، فلو لم يأتيني لما شعرت بتلك الدمعة التي تمسكت بخدي ، و لما عرفت أن الشمس كانت تبخر دموعي بدون أن أدري ..

( يا شمس أتظنين أنكِ ستمحين الدموع و لن أشعر بها ؟ ، لا لستِ كالمطر ، فقد بقيت آثارها ، و سأعلم بأني بكيت !.. )



الاثنين، 18 أبريل 2011

مجرد حلم .. أو أظن ذلك!





 

عندما يسقط المطر ، لم يكن مهماً في أي مكان هو فيه أو ما الذي يفعله ، لأنه كان يأتي مسرعاً إلي ! ، يرمي بحجارة صغيرة على النافذة ، يطلب مني النزول و ملاقاته .. ، أذكر أنه مرات جاء إلي حتى عندما كان الوقت فجر ، لقد أصبح تقليد لدينا ، كنت انزعج منه أحياناً .. لكن الأغلب كنت فيه سعيدة جداً ..
و في مرة و في لحظة لم أنسها .. ، كان المطر قد سقط في ساعات الصباح الأولى .. ، و كنت واقفة بانتظاره فقد علمت بأنه سيأتي ، و كانت تلك المرة الوحيدة التي انتظرت فيها قدومه ، فرح جداً لأنه رآني منتظرة له ، و لمست هذا من نظراته و حركاته ..

" أتدرين سأكافئك لأنكِ اليوم انتظرتني "
( و بماذا ستكافئني ؟ )
" سأجعلك ترقصين رقصة لم تري مثلها تحت المطر قط "
( كفاك .. ، كدت توقعني تلك المرة ألست تذكر ! )
" لكن .. أنا .. "

و تركته مع كلماته التي تلعثمت في داخله ، وذهبت لأقف تحت شجرة قريبة .. ، بقي جامد بمكانه ، و المطر يسقط ، عيناه تنظر لي ، و كأني أشعر بأنه يبكي .. ، لماذا كنت قاسية معه لهذه الدرجة  ؟! ، شعرت برغبة بالذهاب إليه لكن لا أدري ما الذي منعني !
و ما لبث إلا و أن بدأ في الرقص .. ، رقص لوحده ! ، يراوح يميناً و يساراً ، يدور بجسده رافعاً يداه كأنه سيطير .. ، يا لجمال رقصه تحت المطر ، و كأن المطر يحتاج إلى براعة ليرقص شخص تحته ، بدا مستمتعاً جداً ، و أنا وقفت متندمة على ما بدر مني .. ، لمس الندم بنظراتي .. ، و لوح لي بيده

" تعالي إلي "

جريت إليه مسرعة .. ، و حتى أن وصلت إليه ، كدت أن أنزلق بالماء و أقع ، لكنه أمسكني ، أنقذني من الوقوع ..

" هذه المرة .. ، أنقذتك من السقوط "

كان محقاً جعلني أرقص رقصة لم أرى لها مثيل ، فلم تكن مهمة الحركات .. ، لم يكن مهماً الدوران بصورة متناسقة أو حتى ضرب الماء بقوة بانسياب ، فكرة أنه جعلني سعيدة ، استمتاعي بوقتي و اندفاعي بالضحك حتى حين أتعثر و يصبح وجهي في الماء ،  كان هذا أجمل بكثير من التواجد في أشهر حلبات الرقص ، لأنه جعلني أرقص رقصة المطر ..

،،،،


بجانب مدفأتي في كوخي الخشبي ، جلسنا نبحث عن الدفء ، كان الثلج قد بدأ بالتساقط ، و المطر كف عن الهطول .. ، واضعة على كتفي غطاءً من الصوف و هو لبس معطفه البني ... ، أخذتنا الأحاديث و استرجعنا ذكرياتنا الباقية ، أيامنا الماضية ، حتى أعدت مسائلته ..

( لماذا عدت لأجلي ؟ )

و سكت لحظات .. ،و أنا أراقبه بنظراتي منتظرة منه الإجابة ..

" عدت لأنك أردتِ لي الرجوع .. "
 ( ألهذا السبب فقط ؟ )
" نعم .. ، أحسست بهذا فأتيتكِ مسرعاً ، و كذلك لأن المطر سقط "
( لو أنك قلت المطر فقط لكنت اقتنعت بإجابتك ، لكنك قلت لي قبل أن ترحل أنك  لن تعود للأبد .. )
" و كأني أقدر على الابتعاد عنكِ للأبد ، صدقيني  شعرت بأنك تريدين عودتي فأتيت "
( صدقتك ، لأني حقاً أردت عودتك .. )

و سادت لحظات صمت مرة أخرى ، و سرحت في مخيلتي بعيداً ..
(لا أصدق  أنه عاد !، كأني في حلم ..)

و ظللت أفكر و أفكر حتى ناداني .. ، ففتحت عيناي و لم أجده ، نهضت .. بحث عنه ، لم أجده !

( أذهب ؟ ، لكنه ناداني للتو ، أكنت أحلم ؟! ، هذا مستحيل )

و غرقت بتساؤلاتي .. ، فقد شعرت بكل شيء ، بالبرد و الدفء معه، شعرت بأحاديثنا ، شعرت فيه ، كان كالحلم تحقق ، لكنه بالأصل مجرد حلم !، و لم يكن أكثر من هذا .. ، أو هذا ما أظنه ؟!


الأحد، 10 أبريل 2011

حين عاد .. كالحلم تحقق



 حين أنظر إلى المطر ، و هو يتساقط الآن بغزارة .. ، كأنه دموعي التي لم تخرج من مقلتاي ! ، أتذكره .. ، فأنا لم أبكي حين رحل ، لكني سأبكي حين يعود ، و يأتي بين يداي و يناديني جنون ..

أسمع صوتاً ،

" يا آنسة جنون لقد عدت "

و أظنه حلم ..

" اشتقت إليكِ "

إنه حقاً حلم .. !

" أين أنتِ ؟ "

لم يكن حلم ! ، فها هو يقف أمامي .. ، و يقترب مني ، يهمس لي بصوت خافت حنون ..

" لقد عدت يا جنون "

و أذهب لأرتمي بين ذراعيه ، و أجهش في بكاء مشتاق مرير .. يأتي من بين يداي ، و يكفف الدموع عن عيناي ..

" هل اشتقتِ إلي "
( نعم ، جداً ، افتقدتك كثيراً )
" و أنا كذلك "
( متى عدت ؟ )
" للتو و قد جئت إليكِ فور وصولي "
( و لماذا رجعت ؟ )
" لأجلك ! "
( أحقاً ؟ )
" نعم "
( و لماذا لأجلي ؟ )
" كم تسألين كثيراً سأخبرك لاحقاً ، دعينا الآن نستمتع بهذه الأمطار .. ، ألم تذهبِ للخارج ، مستغرب منكِ ! ، كنتِ أول من يخرج ويقف تحت المطر "
( كان هذا قديماً )
" و لماذا لا نسترجع الأيام الخوالي ، كنت دائماً أجمل عندما يبتل شعرك بالماء "

حينها أخذ بيدي و ذهب بي مسرعاً إلى تحت المطر .. ، كان الطقس بارداً جداً ، كنت أرتجف ، و لم أكن أدري هل أرتجف لأني أشعر بالبرد ؟ ، أم أرتجف لأني معه ؟! ، وقفت بلا حراك تقريباً ، و هو لم يكف عن الرقص و مداعبة القطيرات التي تجمعت أسفله ، و التي أصبحت كافية لتعكس صورته عليها ، و أنا أراقبه بسكون ..

لم تخلو نظراته من دهشة أو تعجب ! ، كيف أني أصبحتُ هكذا ! ، فأنا منذ أتى لم أخاطبه إلا بكلمات قليلة ..

" لم أعتدكِ هادئة لهذه الدرجة  "
( لماذا كيف كنت ؟ )
" كنت صاخبة جداً ، مفعمة بالحياة .. ، لكنك الآن و كأنكِ تنتظرين الإذن لتنطقي بكلمة ، أو لتتحركي حركة "
( لقد مضى وقت طويل مذ رأيتني ، لا عجب أني تغيرت .. )
" و لكنِ لم أتغير ، أليس كذلك "
( لا لم تتغير مطلقاً أبداً .. )
" و هل ما زلت تنظرين إلي مثل نظرتك سابقاً "
( لم تتغير نظرتي إليك .. ، فأنت مازلت مثل ما كنت بالنسبة إلي ! )
" و أنا كذلك .. ، مازلت الشخص الذي عهدتيه "

عهدتيه
عهدتيه
عهدتيه

و كأن نبرته كانت تنطُق بتردد .. و لكن كيف كنت أعهده ؟ ، لأتذكر .. ، كانت عيناه لا تفارقني ، و لو ساد بيننا الصمت ، لأتذكر .. ، لم يكن يتملل من صمتي ، لأتذكر .. ، يداه لم تفارق يداي ، لأتذكر .. ، لم يكن يرقص تحت المطر بمفرده !
كم هو سعيد بدوني ! ، ربما كنت أنا سبب حزنه ، أنا من سبَّبَت له الألم ، و كيف الآن نظراته فرحة جداً ، كم هو سعيد بدوني !


الجمعة، 1 أبريل 2011

بداية جنون


أقف أمام مفترقين من الطرق .. ، أي طريق سأختار ؟ ، الطرق تشابهت هي و الأقدار !




في نيسان خادع ببرودته  .. ، كان الليل قد  زال و الفجر للتو انزوى ، أخذت أسير بالطرقات القديمة بين بيوت عتيقة ..

( اليوم سأراه اليوم !! )
أو ربما غداً!! )

و الغد أصبح شهور .. ، و مازلت حاملة بيدي خاتمه ، أتذكر كلماته ..

" أ تحبيني ؟ "
( إذا أنت تحبني  .. )
" أنا أحبكِ "
( إذاً أنا أحبك يا مجنون .. )
" لكن أ تحبيني لتكونِ معي للأبد "
( نعم ! )

و كأن إجابتي كانت هرباً من اللحظات ، من مجهول سيقتاد مصيري .. ، كنت مترددة وقتها ، لكني لم أقطع وعداً و لا هو كذلك .. ، لا أدري كيف ابتعدنا ؟ ، متى أصبحنا بعيدين بعد أن كانت الأيام لا تفرقنا ، و باتت الآن لا تجمعنا !

" إذا لبستِ الخاتم ستجديني "

و كأنه لغز .. ، فقد لبسته مرات و مرات ، لكني لم أجده ، لم أجد سوى مرآته التي تركها في منزله الفارغ بعد رحيله  ، أتخيلها هو ! ، لأنه أخبرني يوماً أن كل شيء فيني يشبهه .. ، عيناي ، شفتاي ، و قلبي و روحي ، كل شيء فيني يشبهه ! .. ، إلا حبي لم يشابه حبه ، لكنه كان مخطئ !

أنظر للمرآة .. ، أريها الخاتم ، و أدس في صدري قميصاً له ، كم افتقدت عطره !