حين تأتي اقرأها من البداية ،، فلن تفهم أبداً ما بين الأحرف ،، قد تعيش اللحظة ،، لكن لن تعيش اللحظات ،،

عني !


سَلـوا عنْ جنونـي ضَميرَ الشّتاءْ

أنَا الغَيمَـةُ المُثقَلةْ ..

إذا أجْهَشَتْ بالبُكاءْ ،،

فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ!*


*أحمد مطر ..


وكذا جنوني،،
حين ترحل عن غصوني
فى الدجى أوراقها..
فتهب عاصفة الشقاء..
من لي بأحداق الرحيق إذا التقت
أنفاسها،،
في سندس الزمن المضاء..

~معتز عمر بخيت



المتابعون

MISS JNON. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
الاثنين، 18 أبريل 2011

مجرد حلم .. أو أظن ذلك!





 

عندما يسقط المطر ، لم يكن مهماً في أي مكان هو فيه أو ما الذي يفعله ، لأنه كان يأتي مسرعاً إلي ! ، يرمي بحجارة صغيرة على النافذة ، يطلب مني النزول و ملاقاته .. ، أذكر أنه مرات جاء إلي حتى عندما كان الوقت فجر ، لقد أصبح تقليد لدينا ، كنت انزعج منه أحياناً .. لكن الأغلب كنت فيه سعيدة جداً ..
و في مرة و في لحظة لم أنسها .. ، كان المطر قد سقط في ساعات الصباح الأولى .. ، و كنت واقفة بانتظاره فقد علمت بأنه سيأتي ، و كانت تلك المرة الوحيدة التي انتظرت فيها قدومه ، فرح جداً لأنه رآني منتظرة له ، و لمست هذا من نظراته و حركاته ..

" أتدرين سأكافئك لأنكِ اليوم انتظرتني "
( و بماذا ستكافئني ؟ )
" سأجعلك ترقصين رقصة لم تري مثلها تحت المطر قط "
( كفاك .. ، كدت توقعني تلك المرة ألست تذكر ! )
" لكن .. أنا .. "

و تركته مع كلماته التي تلعثمت في داخله ، وذهبت لأقف تحت شجرة قريبة .. ، بقي جامد بمكانه ، و المطر يسقط ، عيناه تنظر لي ، و كأني أشعر بأنه يبكي .. ، لماذا كنت قاسية معه لهذه الدرجة  ؟! ، شعرت برغبة بالذهاب إليه لكن لا أدري ما الذي منعني !
و ما لبث إلا و أن بدأ في الرقص .. ، رقص لوحده ! ، يراوح يميناً و يساراً ، يدور بجسده رافعاً يداه كأنه سيطير .. ، يا لجمال رقصه تحت المطر ، و كأن المطر يحتاج إلى براعة ليرقص شخص تحته ، بدا مستمتعاً جداً ، و أنا وقفت متندمة على ما بدر مني .. ، لمس الندم بنظراتي .. ، و لوح لي بيده

" تعالي إلي "

جريت إليه مسرعة .. ، و حتى أن وصلت إليه ، كدت أن أنزلق بالماء و أقع ، لكنه أمسكني ، أنقذني من الوقوع ..

" هذه المرة .. ، أنقذتك من السقوط "

كان محقاً جعلني أرقص رقصة لم أرى لها مثيل ، فلم تكن مهمة الحركات .. ، لم يكن مهماً الدوران بصورة متناسقة أو حتى ضرب الماء بقوة بانسياب ، فكرة أنه جعلني سعيدة ، استمتاعي بوقتي و اندفاعي بالضحك حتى حين أتعثر و يصبح وجهي في الماء ،  كان هذا أجمل بكثير من التواجد في أشهر حلبات الرقص ، لأنه جعلني أرقص رقصة المطر ..

،،،،


بجانب مدفأتي في كوخي الخشبي ، جلسنا نبحث عن الدفء ، كان الثلج قد بدأ بالتساقط ، و المطر كف عن الهطول .. ، واضعة على كتفي غطاءً من الصوف و هو لبس معطفه البني ... ، أخذتنا الأحاديث و استرجعنا ذكرياتنا الباقية ، أيامنا الماضية ، حتى أعدت مسائلته ..

( لماذا عدت لأجلي ؟ )

و سكت لحظات .. ،و أنا أراقبه بنظراتي منتظرة منه الإجابة ..

" عدت لأنك أردتِ لي الرجوع .. "
 ( ألهذا السبب فقط ؟ )
" نعم .. ، أحسست بهذا فأتيتكِ مسرعاً ، و كذلك لأن المطر سقط "
( لو أنك قلت المطر فقط لكنت اقتنعت بإجابتك ، لكنك قلت لي قبل أن ترحل أنك  لن تعود للأبد .. )
" و كأني أقدر على الابتعاد عنكِ للأبد ، صدقيني  شعرت بأنك تريدين عودتي فأتيت "
( صدقتك ، لأني حقاً أردت عودتك .. )

و سادت لحظات صمت مرة أخرى ، و سرحت في مخيلتي بعيداً ..
(لا أصدق  أنه عاد !، كأني في حلم ..)

و ظللت أفكر و أفكر حتى ناداني .. ، ففتحت عيناي و لم أجده ، نهضت .. بحث عنه ، لم أجده !

( أذهب ؟ ، لكنه ناداني للتو ، أكنت أحلم ؟! ، هذا مستحيل )

و غرقت بتساؤلاتي .. ، فقد شعرت بكل شيء ، بالبرد و الدفء معه، شعرت بأحاديثنا ، شعرت فيه ، كان كالحلم تحقق ، لكنه بالأصل مجرد حلم !، و لم يكن أكثر من هذا .. ، أو هذا ما أظنه ؟!